الصديقـ وقتـ الضيقـ

كانت تنظر لساعتها بقلق....:"
تاخرَ الوقت..اين يمكن ان يكون؟"تساءلت بحيرة وخوف شديد
لقد وعدني انهُ سيكون هنا قبل ساعة من الان ......ما الذي حدث؟
حتى الهاتف اعلن صمتهُ ....ونظرَ اليَ نظرات غريبة.....هل ارفعَ السماعة
واتصل بالشرطة...........؟"
وبعدَ دقائقَ قليلة فتحَ الباب ودخلَ رجلٌ يخطُ الشيبَ شعرهُ ونظرَ لزوجتهِ
بحب وحنان وقالَ لها: "الن تغيري يا عزيزتي عادتكِ..... دوما قلقة علي ودوما
تخافين ان تاخرتُ قليلا..اعذريني يا حلوتي تاخرتُ هذه المرة بسبب المواصلات
فكل ما اريد ان اركب الحافلة يدفعني شاب ويركب مكاني.فاضطررت للسيرِ
طويلا على اقدامي حتى وجدتني سائقة ظريفة ما ان راتني حتى قالت لي
بحنان ولطف:"جدي تعال لاوصلكَ لبيتك ....لي جد بنفس عمركَ تماما وهوَ يعاني
من الوحدة فاركب معي لاعرفكَ عليه ثم اوصلك لبيتك بامان......
اخذتني معها لبيتٍ قديمٍ يسكنهُ عجوز رث الثياب وحمدتُ ربي على انني لا زلت
اعيش بكنف اسرتي....وان اولادي واحفادي يحيطون بي واهم من هذا كله
لديَ زوجة رائعة تهتم بي وتعتني بصحتي وماكلي وملبسي.....
جلستُ مع ذلكَ العجوز وتبادلنا اطرافَ الكلام ووعدتهُ ان اعودَ لمسامرته
حفيدتهُ هي الوحيدة التي تعتني به ولكن المال الذي تحصل عليه من عملها
لا يكفيهما......ولا تود ارسالَ جدها باخر ايامهُ لملجا العجزة.....
ما رايكِ ايتها العزيزة....ان نساعدهم قدرَ استطاعتنا"
نظرت اليهِ زوجتهُ وهيَ تبتسم....
_لما تبتسمين ايتها الغالية؟
_اتعلم لماذا...لاني وجدت كل ما ابحث عنه فيك.... رجل بمعنى الكلمة....
قلب كبير.......محب للخير.......وفي.......وصديق عند الضيقـــــــ