مش قادر أعيش من غيرك!

بموت فيك)، (مش قادر أعيش من بعدك)، (هانعيش سوا ونموت سوا)، (من غيرك الحياة بلا قيمة).. كلها جمل يقولها كل حبيب لحبيبه عندما يفكرا معاً كيف سيكون الفراق صعباً؟، أو كيف ستكون الحياة محتملة بدون الطرف الآخر؟، أو ماذا يحدث لو غاب أحدهم وترك حبيبه وحيداً؟!!

هذا أيضاً كل ما قدمته لنا قصص كليبات الأغاني الكئيبة التي تتحدث عن الفراق وصعوبته، بل وهناك مطربين تخصصوا في هذا اللون بالذات، أمثال هاني شاكر، ومصطفى كامل، وغيرهم، وكأن الحياة سوف تتوقف حقاً بعد فراق الحبيب، بل وربما يكون الإنتحار هو الحل الأمثل في عرف تلك الأغاني!
يا سارقني
(يا سارقني.. اسرقني كمان من الدنيا، وديني دنيا غير الدنيا، عيشني عمري كله معاك) هي كلمات إحدى أغاني مجد القاسم، والذي اختار فيها رفقة حبيبته سواء كان حياً أو... ميتاً!

يبدأ الكليب بمشهد رومانسي للمطرب، وهو يحمل باقة من الزهور وعند عبوره الطريق تقبل حبيبته عليه، فتظهر سيارة، من تحت الأرض، لتصدم تلك الفتاة وينتهي المشهد الذي كان رومانسياً بحادثة مأساوية.

ويكره الحبيب حياته بعد رحيل حبيبته، فيخاطب روحها التي يراها حوله في كل وقت ومكان، وبعد إلحاح شديد منه على عدم فراقها له، تتحقق أمنيته؛ فنرى (فلاش باك) لنفس المشهد الأول الذي تظهر فيه السيارة، ولكن بدلاً من أن تصدمها وحدها، تصدمهما سوياً وتقع باقة الزهور على الأرض!!.. وهكذا ينتهي الكليب بمأساتين وليست واحدة، ويتحقق حلم الحبيب بوجوده مع حبيبته دنيا وآخرة!
خدي عينيا.. فقط!
أما سامو زين الذي اشتهر بتضحايته البطولية في كليباته، فقد بدأ أولى قصصه في كليب (أنا ليك) بالموت هو وحبيبته التي ساعدته على سرقة أموال إحدى العصابات والهرب بها معه، ولكنها تكتشف أنه ضابط فتهرب منه، وتعرف العصابة بذلك الأمر وتقوم بخطف الفتاة وتعذيبها، ولكن عندما قرر سامو زين أن يلعب دور البطل وذهب لينقذها، قامت العصابة بقتلهم سويا!!!

ولكن في كليبه الثاني (قربي ليا) اكتفى بالعمى فقط من أجل إنقاذ حبيبته (التي لا تحبه أصلاً) والتي كانت ستصدمها سيارة مسرعة، ولكنه تلقى الصدمة بدلاً منها وتناثر الزجاج في كل مكان من وجهه، وفي النهاية أصيب بالعمي وقابلها في الشارع بعصاه ونظارته السوداء ولكنها تجاهلته، ومع ذلك ظل يردد "قربي ليا.. خدي عينيا... ده أنتي اللي ليا في الدنيا ديا... آه).
الأراجوز ولاعبة الترابيز
أما قصة الحب والفراق التالية حدثت في مكان جديد من نوعه.. السيرك، وذلك من خلال أغنية أحمد فوزي (اطمني)، حيث يعمل هو بهلوان (بلياتشو) ويحب فتاة (الترابيز)، وهي تلك اللعبة التي بها أرجوحة معلقة على ارتفاع شاهق في الهواء، والتي تمارس ألعاب خطرة أثناء كل عرض.

وبينما هي تلعب في يوم ما تسقط وتموت فوراً، فتتركه وحيداً، ولكنه يطمئنها بعد أن رحلت ويغني "اطمني.. حييجي يوم ونعيش سوا.. أيام سنين حتفوت هوا"، ثم يأتي نفس سيناريو روح حبيبته التي يراها في كل مكان، فيخاطبها: "صعب الطريق من أوله، لكن أكيد هانكمله.. طول ما أنا شايف روحك جنبي، عمر الخوف ما حيعرف قلبي"..

ولصعوبة الموقف عليه، يصعد الأرجوحة، نفس المكان الذي سقطت منه، ويلقي بنفسه، لكن ينقذه زملاؤه بالسيرك، وينتهي الكليب بمحاولة فاشلة للانتحار (!!)، وبدمعة تنزل منه ومعها حبيبته التي وقعت من قبل.
الواقع.. حاجة تانية!!
هذا ما يقولونه ويمثلونه في كل كليب.. الموت عندهم هو الحل الوحيد بعد فراق الحبيب، ولكن هل يوجد في الواقع نفس ما نشاهده في الكليبات؟!

الحقيقة أن الواقع يختلف كثيراً، وهذا ما عرفناه من مصطفى عبد الله، ذلك الشاب ذي الثلاثة عشر ربيعاً، والذي سألناه: "ماذا تفعل لو عشت قصة حب، ولكنها لم تكتمل لرحيل حبيبتك عن الدنيا؟، هل تتمنى الموت أم إكمال الطريق بدونها؟"، فجاء رده فوراً: "يا لهوي!!، ده سؤال بالذمة؟!"

ثم بدأ باستيعاب الموقف، فقال: "قد يحدث لي شيء ما بالتأكيد، ولكن الحياة لابد وأن تستمر؛
فمثلاً كل منا يحب أمه وأباه، ولكن عندما يرحلوا سوف يكمل حياته، ومن المؤكد أن النسيان سوف يأتي في يوم من الأيام، أما بالنسبة للذي فقد حبيبته فقطعاً سوف يعوضه الله بواحدة أخرى تنسيه آلامه".

ثم استدرك قائلاً : "لا أعتقد أن هناك أعز من الأم والأب والأخوات".
حب.. كلاكيت ثاني مرة
أما أسماء، فردت على سؤالنا بدون تردد: "لن أتمنى الموت أبداً، وسوف (أعيش) حياتي وأبحث عن غيره، والله أعلم لو كنت تزوجته كان (طلع عيني)، فربما نجاني الله منه"!!

بينما قال جورج: "سوف أتمنى الموت بعد موتها، وبالطبع لن أمت، فبالتالي سوف أحب للمرة الثانية"!!.. وأوضح جورج أن فراقها هو الذي يجعله يحزن عليها لفترة من الزمن، ويرى الدنيا سوداء، ثم سينسى مرارة التجربة ويجد واحدة أخرى يحبها ويتزوجها.

وفي آخر كلامه أوصاني، عندما يخطب، بألا أقول لخطيبته وجهة نظره تلك!!
وهاعيش على ذكراك...
دعاء من جانبها ترد علينا قائلة: "عندما أتخيل للحظة أن حبيبي مات، أشعر أن الحياة كلها يمكن أن تتوقف، ولن يكون لحياتي أي معنى أو فائدة، لكني لن أتمنى الموت. سوف أعيش على ذكراه دون حب ثاني".

أما بدرية فتفضل أن تبدأ من جديد، إذ تقول: "أفضل أن أعيش حياتي من جديد، وأبدأها مع إنسان آخر عسى أن يعوضني الله خيراً".

وتبرر ذلك مستكملة كلامها: "الحياة لا تقف عند شخص معين؛ فالإنسان الذي يموت، يعيش حياة البرزخ الخاصة به. أما أنا فمازلت بالحياة الدنيا التي يجب أن أستمتع بها".

ومن جهته، بدأ إسلام حديثه بما يحتمه العقل والشرع بأن الحياة لا تتوقف عند إنسان، فيقول: "الدين الإسلامي يأمر المسلم بأن يتخذ من الموت عبرة له في حياته ليدفعه للقيام بالأعمال الصالحة، وهو ما لا يمكن فعله إلا إذا كان الإنسان مكتمل صحياً ونفسياً وإجتماعياً عن طريق الزواج.

ويكمل: "بالتالي فإن هدف إنشاء أسرة مسلمة هو طاعة الله ورسوله وخدمة الإسلام والمسلمين، ولو كان كل من مات له حبيب توقفت حياته من أجل موته، لانتهى الكون".
سأتزوج.. بدون حب!
سكت كريم فترة قبل أن يجيب عن سؤالنا، ثم أكد أن هذا السؤال لم يخطر على باله من قبل، لكنه قال بعد تفكير: "سوف أكمل حياتي، ولكن مع وجود نقص كبير فيها، فلا أعتقد أن أحب بعدها أو يعوضني حب آخر"، ثم أضاف بقوله: "من الممكن أن أتزوج على المدى البعيد، لكن دون حب، فحبي سوف يكون لها وحدها".

وفي النهاية، ماذا عنك؟.. إذا فقدت الشخص الذي تحبه، هل ستتمنى الموت لتلحق به، أم ستكمل حياتك وتعيش على ذكراه، أم ستكمل حياتك وتعثر على شخص آخر؟

العــــــــفــــــو ..


الله يعافيك اخوي

شاكرة مرورك

يطلب الموت

صح بس وقت الصج يخاف

يسلمج ربي

شاكرة مـــرورج يالغاليه