الخميس 13 شوال 1428هـ - 25 أكتوبر 2007م - العدد 14367
د. أنوار عبدالله أبو خالد
قبل أيام زارتني في عيادتي النفسية احدى الامهات وقد امسكت بيد طفلها وهي تشده إجبارا على الدخول، وكان الطفل سامي ذو الاعوام الاربعة يبكي ويدفن وجهه في عباءة امه ويقول (لا اريد ان ادخل، صدقيني سوف يذبحني امين) !!..
@@@ وبعد ان هدأت الجلبة وجلس الجميع، اخبرتني الأم بان (امين) هذا هو سائق العائلة، وان سامي كان يقضي معه الساعات الطوال وسط انشغال الأب بعمله والام بنفسها !!..
ولذلك وقع المحظور واعتدى السائق جنسياً اكثر من مرة على سامي، وسط تهديده له بالذبح بالسكين ان اعترض او اخبر احدا بذلك !!
العجيب ان الأم كانت تقول لي (كنت ارى علامات الاحباط والكآبة والخوف ظاهرة عليه منذ سنة كاملة) ولكنها للاسف لم تكلف نفسها البحث عن اسباب ذلك !!
بل انها حيرتني بقولها (كان سامي يأتي الي احيانا ويشتكي من آلام موضعية وربما شاهدت آثار الدماء على ملابسه الداخلية ولكني كنت دائما ما ارجع سبب ذلك الى نتائج الامساك المزمن لديه) !!
@@@ قد تعجبون - أكرمكم الله واجل قدركم - من برود هذه الأم وعدم مبالاتها بابنها وانا اشاطركم الرأي، ولكن والله الاكثر عجباً عندي هو قسوة قلب هذا السائق (الأمين) الذي استغل طفلاً عمره فقط اربع سنوات ليذيقه سوء العذاب جسديا ونفسيا، وقد حقق مراده بالتهديد بسكينة كان يمسك بها على رقبة الطفل يخوفه بها ويهدده بأنه سوف يقطع رأسه لو اخبر احداً من اهله وانه لن يستطيع الهرب منه !!
ويمر عام كامل قبل ان تكتشف عمة الولد وبالمصادفة حيث شاهدت السائق يتحسس جسد الطفل في وسط غفلة من الاهل، وعندما اجتمعت الأم والعمة إلى الطفل وسألتاه عن ذلك انكر بشدة وتمسك بالانكار حتى جعلتاه بعد ايام - بالإغراء والهدايا والاموال - يعترف بكل شيء، وبانه خائف من ان يذبحه السائق !!
وزاد غمي اني علمت منها ان كفالة السائق قد نقلت ولم يتم تسفيره لاسباب مادية بحتة، والله وحده يعلم من هو الضحية القادمة !!
@@@ سامي المسكين يحتاج الآن لفترة طويلة من الجلسات العلاجية لتساعده على تخطي هذا الكابوس المزعج الذي كان يلاحقه ليلا ونهارا، فمن هو المسؤول ؟
وهذا المسؤول اين هو من تضييع الامانة وما موقفه امام الله ؟
فاتقوا الله ياأيها الآباء في ابنائكم ولا تعطوا الثقة العمياء لغرباء ملكتموهم امركم وهم ليسوا أهلا للثقة!! والله ان في هذه القصة المؤلمة لعبرة وذكرى لكل من ابتلي بذوي الانياب الصفراء من الوافدين في بيته !! والسؤال المطروح هنا : وسط هذه الغفلة من الأب المشغول بعمله واسهمه واستراحته واصحابه، ووسط غفلة الأم المشغولة باناقتها وحفلاتها وصاحباتها واسواقها، كم ياترى هناك من سامي مسكين ومن سائق غيرأمين خلف أسوار المنازل؟؟ وللحديث بقية..