المرأة عند غير المسلمين قديمًا وحديثًاً
كانت المرأة قبل مجيء الإسلام مظلومة ومهانة من كل الحضارات القديمة سواء حضارات أوروبا القديمة أو الرومان أو حضارات الفرس أو العرب قبل الإسلام ، فلم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت المرأة ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر ، فعند الإغريقيين : هي شجرة مسمومة ، وقالوا : هي رجس من عمل الشيطان ، وقال عنها الرومان : ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت ، وعند الصينيين قالوا عنها : مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها ، وعند الهنود قالوا عنها : ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه ، وعند الفرس : أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت ، وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة ، لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها .
ولم يكن الحال عند المسيحيين بأفضل مما سبق حيث عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمرًا للبحث : هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان ؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح ؟ ! وإذا كانت لها روح ، فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية ؟ ! وإذا كانت روحًا إنسانية ، فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها ؟ ! وأخيراً قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب " . وأصدر البرلمان الإنكليزي قرارًا في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب ( العهد الجديد) أي الإنجيل( المحرف ) ؛ لأنَّها تعتبر نجسة ، وعند العرب قبل الإسلام وصل الحال إلى وأدها ( أي دفنها حية ) أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب .
وقد يقول قائل : إن ما ذكر كان في الماضي ، وهو الذي دفع من يزعمون المطالبة بحقوق المرأة لهذه الحملات المتتابعة غير المفهومة ، ولكن العجيب أن تجد المرأة في الحضارات الأخرى غير الإسلامية تهان حتى الآن وبمقاييس الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان ، فمثلاً قضية العنف ضد المرأة وإيذائها البدني وطبقًا للإحصائيات الخاصة بالعنف ضد المرأة الغربية - وقد أشرنا إليها متفرقة في البحث - حيث عبرت عن النتائج التالية :
* 79% من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضرباً يؤدي إلى عاهة .
* 17% منهن تستدعي حالاتهن الدخول للعناية المركزة . . . . والذي كتب ذلك هو الدكتور ( جون بيريه ) استاذ مساعد في مادة علم النفس في جامعة (كارولينا ) .
* حسب تقرير الوكالة المركزية الأمريكية للفحص والتحقيق FPT هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أمريكا .
* كتبت صحيفة أمريكية أن امرأة من كل 10 نساء يضربها زوجها ، فعقبت عليها صحيفة Family Relation إن امرأة من كل امرأتين يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان .
* صرح الدكتور «جون كيشلر» أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو : أن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي ، وأن 40% من الرجال مصابون بالعقم ، وقال الدكتور : إن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي . (1)
* أما في فرنسا فهناك مليونين امرأة معرضة للضرب سنويًّا . . . . أمينة سر الدولة لحقوق المرأة ( ميشيل اندريه ) قالت : حتى الحيوانات تعامل أحياناً أفضل من النساء ، فلو إن رجلاً ضرب كلب في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق بالحيوان ، لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد في فرنسا .
* 92% من عمليات الضرب تقع في المدن و 60% من الشكاوى الليلية التي تتلاقاها شرطة النجدة في باريس هي استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن .
* في بريطانيا يفيد تقرير ان 77% من الأزواج يضربون زوجاتهن دون أن يكون هناك سبب لذلك .
* وفي بريطانيا فإن أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك . وارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد إلى نهاية آذار 1992، كما وجد أن 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن . وتتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًّا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات ، ويستفاد من التقرير نفسه أن امرأة ذكرت أن زوجها ضربها ثلاث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها ، وقالت : لو قلت له شيئًا إثر ضربي لعاد ثانية لذا أبقى صامتة ، وهو لا يكتفي بنوع واحد من الضرب بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات والركلات والرفسات ، وضرب الرأس بعرض الحائط ولا يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع حساسة من الجسد . وأحيانًا قد يصل الأمر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على جسدها ، أو تكبيلها بالسلاسل والأغلال ثم إغلاق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة .
نستخلص من العرض الموجز السابق لكيفية معاملة المرأة عند غير المسلمين سواء في الحضارات الغابرة أو في عصرنا الحديث حقيقة مهمة وهي أن الغرب أو غيرهم من الحضارات بما فيهم من سلوكيات شاذة تنقص من قدر المرأة - كما مر - لا يصلح أن يكون نموذجًا لنا أو حتى مُقيمًا لغيره من المجتمعات ، وإنما نتكلم في هذا الموضوع من باب الذب عن قيمنا النبيلة وشرعنا الحنيف والله الموفق الهادي لسواء السبيل .